الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية

تعتبر برامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية المباشرة إحدى بوابات الهجرة بصورة عامة، حيث يقوم المستثمر من خلالها بالمساهمة بمبلغ معين في اقتصاد البلد مقابل حصوله بداية على إقامة دائمة لينال في النهاية حق المواطنة أو جنسية وجواز سفر تلك البلاد. والمواطنة هي عبارة عن قبول بلد ما بموجب مالديها من أعراف أو قوانين بشخص ما ومنحه حقوق وواجبات المواطنة فيها. ومن تلك الحقوق حق الانتخاب والعمل والعيش في البلاد والسفر منها والعودة إليها والحق في تملك العقارات وكذلك حق الحماية القانونية من حكومة البلاد والحماية بالقوة العسكرية والطرق الدبلوماسية.

وتقر العديد من الدول حول العالم بالمنافع الكبيرة والعديدة التي تقدمها الاستثمارات الأجنبية لاقتصاداتها، وعليه فقد دأبت تلك الدول على وضع الأنظمة والإجراءات التي من شأنها تشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار في اقتصاداتها. من هذه الإجراءات منحهم فترات إعفاء ضريبي، بالإضافة إلى شروط ميسرة لتقديم الإقرارات كذلك منح الفرصة لعائلة المستثمر للعيش والعمل والدراسة في البلاد. ولاجتذاب أكبر عدد ممكن من المستثمرين عمدت تلك الدول إلى منح جنسيتها من خلال برامج استثمار تمكن المستثمرين الراغبين بالحصول على الجنسية المساهمة بمبلغ معين من المال في اقتصاد البلاد مقابل حصول المستثمر بداية على الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية.

Citizenship by Investment
Citizenship by Investment

هناك العديد من الوسائل التي يستطيع المواطن الأجنبي من خلالها الحصول على جنسية أخرى غير جنسيته الأصلية منها:

  1. قد يعرض على مواطن بلد أجنبي وظيفة دائمة في بلد آخر مما قد يؤهله للحصول على جنسية البلد الآخر بصفته عامل أجنبي.

  2. يستطيع مواطن أجنبي الزواج من مواطنة بلد آخر وبالتالي الحصول على جنسية تلك البلد بصفته زوج مواطنة فيه.

  3. قد يضطر مواطن أجنبي للهرب من بلده الأصلي بسبب ما يعانيه من أوضاع صعبة (من حروب مدنية أو كوارث طبيعية) واللجوء إلى بلد آخر مما قد يؤهله بالتالي للحصول على جنسية البلد التي لجأ إليه بصفته لاجئ.

  4. قد يقوم مواطن بلد أجنبي بتأسيس مشروع تجاري جديد أو الاستثمار في بلد آخر مما قد يؤهله للحصول على جنسية البلد الآخر بصفته مستثمر أجنبي.

أنظمة الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية

من الجدير بالذكر أن لكل بلد قوانينه وأنظمته الواجب مراعاتها والتقيد بها للحصول على الجنسية من خلال الاستثمار. فبينما بعض الدول، على سبيل المثال، تشترط إقامة المستثمر الأجنبي فيها والإشراف على استثماراته بنفسه، نجد دولا أخرى لا تشترط ذلك. بيد أن هناك شروطا ومتطلبات عامة تشترك فيها كثير من برامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية في العديد من الدول.

الحد الأدنى المطلوب لمبلغ الاستثمار

تنص برامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية جميعها تقريبا على قيام المواطن الأجنبي باستثمار أو التعهد باستثمار مبلغ لا يقل عن حد معين في اقتصاد البلد. ويتراوح الحد الأدنى للمبلغ المطلوب ما بين 200,000 دولار أمريكي، كما حددته برامج جمهورية الدومينيكان، وحتى 5,500,000 يورو ، كما حدده أحد البرامج في قبرص. يضاف إلى ذلك أن العديد من الدول تتطلب توجيه الاستثمار إلى المشاريع والصناعات المتاحة والمعتمدة من قبل الحكومة. ومن أبرز الصناعات المتاحة للاستثمار الأجنبي هي مشاريع التطوير العقاري ومشاريع التطوير الفندقي. بيد أن هناك دولاً أخرى تسمح للمستثمر بتحديد المجالات التي يرغب بالاستثمار فيها.

وثائق إثبات الأعمال السابقة للمستثمر الأجنبي أو خبرته في مجال الأعمال الريادية

تصنف العديد من الدول المستفيدين من برامج الهجرة من خلال الاستثمار كمهاجرين مهرة أو مهاجرين يمثلون فائدة اقتصادية للبلاد. وبموجب هذه التصنيفات هناك العديد من الدول التي تشترط على المستثمرين الأجانب تمتعهم بخبرات سابقة في إدارة منشآت تجارية أو القيام بمشاريع رائدة ناجحة. بالإضافة إلى ذلك فإن هناك من الدول من يشترط أن يكون المستثمر الأجنبي قد تولى منصبا إداريا أو وظيفة تنفيذية في المنشأة التجارية.

إثبات مشروعية مصادر أموال الاستثمار

تشترط غالبية الدول على المستثمرين الأجانب تقديم ما يثبت مشروعية وقانونية مصادر أموال الاستثمار كأن تكون من مدخراتهم الشخصية أو رواتبهم من العمل أو من رهن أو بيع أو تأجير أملاك عقارية لهم، وما إلى ذلك. ولا بد أن تكون هذه الناحية من طلب الاستثمار الأجنبي مفصلة بشكل واف ودقيق بما يوفر إثبات كاف على مسار ومصدر أموال الاستثمار. وتجدر الإشارة هنا إلى أن غالبية من رفضتهم برامج الهجرة القائمة على الاستثمار في الولايات المتحدة من المستثمرين الأجانب إنما رفضوا بسبب عجزهم عن إقناع السلطات المعنية بالهجرة في الولايات المتحدة بمشروعية مصادر أموالهم.

Citizenship by Investment

وما أن توافق السلطات المعنية بشؤون الهجرة في البلاد على طلب المستثمر الأجنبي حتى يتم في معظم الحالات منحه الإقامة الدائمة في البلاد. وبعد مضي مدة معينة على منحه الإقامة الدائمة يصبح من حق المستثمر الأجنبي التقدم بطلب منحه الجنسية عبر القنوات القانونية لما يسمى التوطين. وما أن يتم منحه الجنسية حتى يصبح من حقه العيش والعمل والدراسة وتسيير أعماله التجارية بالإضافة إلى تمتعه بحق الانتخاب ويتم بالتالي حصوله على جواز سفر بلده الجديد. كما نشير هنا إلى أن بعض الدول لا تعترف بازدواج الجنسية ولذا فإنها تشترط على المستثمرين الأجانب التنازل عن جنسياتهم السابقة قبل الموافقة على منحهم جنسيتها.

منافع ومزايا برامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية

Citizenship by Investment

لبرامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية الكثير من المنافع والمزايا، دفعت مئات الآلآف من المواطنين الأجانب للسعي للحصول على جنسيات ثانية. فالحصول على جنسية ثانية، على سبيل المثال، يعتبر بحد ذاته مكسباً هائلاً يعود بالكثير من المنافع والمزايا، خصصنا لبيانها عدداً من الكتيبات.

علاوة على ذلك، تمكن برامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية المستثمر الأجنبي من استقدام أفراد عائلته من زوج وأولاد يعيلهم. كما أن معظم تلك الدول تمنح المستثمرين الأجانب إعفاءات ضريبية كبيرة كالإعفاء من ضريبة الدخل ومن الضريبة العقارية وضريبة الهدايا وضريبة الأيلولة (الميراث).

من الملاحظ أن هناك عدداً قليلاً من الدول تعفي المستثمرين الأجانب لديها تماما من شرط الحصول على الإقامة الدائمة قبل منحهم الجنسية، مما يعني حصول المستثمر الأجنبي وأفراد عائلته على الجنسية فور اعتماد طلبه الخاص بالاستثمار. وبناءً على الوقت الذي تستغرقه مثل هذه الدول عادة في معالجة طلبات الاستثمار هذه فقد يحصل المستثمر وعائلته على الجنسية الثانية في أقل من عام.

عيوب برامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية

لبرامج الاستثمار بهدف الحصول على الجنسية مساوئ محتملة وعيوب قد تسبب ارتباك المستثمر الأجنبي وتخبطه في الاختيار من بين البرامج مما قد يؤدي به إلى عدم الاشتراك في أي برنامج على الإطلاق. فبعض برامج الاستثمار مثلا تمنح المستثمر في البداية إقامة مؤقتة قد يتم إلغاؤها إذا عجز المستثمر عن تلبية شروط ومتطلبات معينة. كما أن بعض البرامج، على سبيل المثال، تشترط على المستثمر خلق وإيجاد وظائف جديدة دائمة وبدوام كامل لمواطني البلد، وفي حال عجزه عن تلبية هذا الشرط يفقد حقه في الحصول على الجنسية ويخسر أمواله المستثمرة.